مدونة أحمد الشمري مدونة أحمد الشمري مدونة أحمد الشمري مدونة أحمد الشمري

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 27 سبتمبر 2019

الضبط الاستنادي لأسماء المؤلفين أحمد عيدان محمد

الضبط الاستنادي لأسماء المؤلفين

أحمد عيدان محمد

قسم المعلومات والمكتبات/ كلية الآداب/ الجامعة المستنصرية (2019)

Authority controlيُعَد الضبط الاستنادي الوسيلة الأساسية التي يُمكن من خلالها السيطرة على الصيغ والأسماء المتعددة للمؤلفين، إذ يتم اختيار أو ضبط صيغة معينة لاسم المؤلف يتم الاستناد إليها كمدخل في فهارس المكتبات ومراكز المعلومات ولا يتم اختيار هذه الصيغة أو الاسم بشكل عشوائي وإنما هناك العديد من المبادئ أو الاعتبارات التي يتوجب على المكتبي أن يأخذها بالحسبان والتي سنأتي على ذكرها في السطور القادمة، والضبط الاستنادي شأنه شأن بقية الأعمال المكتبية الأخرى يخضع لمعايير وقواعد عالمية موحدة يتم التقييد بها أثناء العمل مع بعض الاستثناءات التي تحتم على المكتبي أن يجتهد في صياغة المداخل عندما يتعلق الأمر بطبيعة الأسماء أو خصائص اللغة، وفي البدء يتوجب علينا اعطاء عدداً من التعريفات التي تساعدنا على فهم الموضوع قبل التطرق بصورة أكثر تفصيلاً وكما يأتي:
الضبط الاستنادي: هو الطريقة التي بمقتضاها تستعمل الأشكال المعتمدة للأسماء والموضوعات والعناوين الموحدة كرؤوس في ملف للتسجيلات الببليوغرافية بطريقة موحدة طول الوقت، فضلاً عن صيانتها، وهي تتضمن ملف التسجيلات الإستنادية الذي يحتوي على الأشكال المعتمدة وإحالاتها وتتضمن آلية تحديثها وذلك لضمان ثبات الاستعمال طول الوقت. [1]
الملف الاستنادي: هو مجموعة من التسجيلات الإستنادية، ويشتمل على الأشكال المنشأة للرؤوس وتضم الملفات الإستنادية الإحالات من الأشكال الغير مستعملة الى الأشكال المعتمدة للرؤوس والروابط من الأشكال الأقدم الى الأشكال الأحدث وهي قد تربط بين المصطلحات الأوسع والأضيق والأشكال المتصلة. [2]
المدخل الاستنادي (التسجيلة الاستنادية): هو/هي الوحدة المطبوعة أو المقروءة الياً التي تسجل القرارات التي تم عملها أثناء العمل الإستنادي وهي كل الأشكال المستعملة لاسم معين وعادة ما تحدد أحد الأشكال على أنه الشكل المعتمد للاستعمال في تسجيلات الفهرس. [1]
أسباب انشاء ملفات الضبط الاستنادي:
هناك العديد من الأسباب أو المشاكل التي تتعلق بأسماء المؤلفين الأمر الذي يدعو المكتبات ومراكز المعلومات الى إنشاء ملف الضبط الاستنادي والتي يمكن أن نوجزها في الآتي: [3]
1.    هناك الكثير من المشاكل التي تتعلق بالأسماء العربية القديمة ومنها كثرة الكُنى والألقاب، مثل الاسم الآتي:
الخازن البغدادي، علاء الدين علي بن محمد بن عمر ابن خليل الشيخي الصوفي (678-741هـ)
2.    تشابه الأسماء العربية، إذ يكثر التشابه في الأسماء العربية، ويواجه المفهرسين مشكله التمييز بين الأسماء المتشابهة خاصة إذا لم يوجد عنصر تمييز بينهما أو تواريخ الميلاد أو الوفاة مثل (نجيب محفوظ الشاعر ونجيب محفوظ الطبيب).
3.    تعدد صيغ أسماء المؤلفين العرب في مؤلفاتهم فالبعض يستعمل الشكل الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي والبعض الآخر يستعمل الحروف الاستهلالية أو الأسماء المستعارة، مثل (علي الوردي في أحد الكتب، وفي كتاب آخر علي حسين الوردي، وفي كتاب آخر علي حسين).
4.    معظم المؤلفات العربية لا تعطي نبذة تعريفية عن المؤلف من ناحية الاسم الكامل، المؤلفات، تاريخ الميلاد، التخصص العلمي، لكي يسهل عمليه التعرف على المؤلف وتقنين اسمه والاستفادة من المعلومات الأخرى في حالة وجود تشابه في الأسماء.
ولا يقتصر الأمر على أسماء المؤلفين الأشخاص فقط إذ أن أسماء الهيئات عندما تأتي كبيان للتأليف قد تصاحبها العديد من المشاكل مثل التغيير في الأسماء نتيجة لظروف معينة والتي يتوجب علينا معالجتها بالطرق الصحيحة كما في المثال الآتي:
مجلس قيادة الثورة.
مجلس النواب العراقي.
أمثلة/
-  قد لا يعرف الجميع الشخصية (علي محمد باقر) وربما يعرف أو لا يعرف البعض منهم الاسم (علي الحسيني) لكن ماذا لو اخبرناهم بأن الاسمين في الأعلى هما لنفس الشخص (علي الحسيني السيستاني).
-  إذا قرأنا على غلاف أحد الكتب أو في بداية إحدى المقالات في مجلة من المجلات الاسم (هيلاري ديان روبنهام Hillary Diane Rodham) قد لا يخطر ببالنا إن هذا الاسم هو لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة (هيلاري كلينتون Hillary Clinton) فالأسماء الأجنبية وخاصة للإناث تتغير بعد الزواج تبعاً للعادات والتقاليد الاجتماعية السائدة في بعض البلدان.
تعكس الأمثلة في أعلاه مدى تعدد الصيغ أو الأسماء للمؤلفين، وإذا اخذنا في الحسبان إن هذه الأسماء هي من الأسماء الحديثة سيمكننا أن نتصور حجم المشكلة التي ستواجهنا عند التعامل مع الأسماء القديمة كالمثال الآتي:
محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الافريقي أبو العرب (251-333هـ).
يمكن أن يتم اشتقاق العديد من الأسماء أو الصيغ من المثال في أعلاه تبعاً لتعدد الألقاب والأنساب في اسم المؤلف، إذ يمكن أن تكون لدينا الأسماء الآتية:
(محمد بن تميم التميمي/ محمد المغربي الأفريقي/ محمد بن تميم أبو العرب/ محمد بن أحمد الأفريقي/ أبو العرب التميمي الأفريقي/ محمد بن احمد أبو العرب).
بعد أن تعرفنا على الأسباب التي تدعوا الى انشاء ملفات الضبط الاستنادي وعرضنا عدداً من الأمثلة لأسماء المؤلفين القدماء والمحدثين أصبح لزوماً علينا أن نتطرق الى طريقة أو كيفية اختيار صيغة معينة من مجوعة صيغ لاسم المؤلف، مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم اهمال الصيغ أو الأسماء الأخرى لهذا المؤلف أو ذاك، إذ إن عملية الاختيار ليست عملية عشوائية يقوم بها المفهرسون وانما تخضع لعدد من المبادئ والاعتبارات كما ذكرنا ذلك سابقاً، وهي كالآتي: [4]
1.    مبدأ الوحدة والثبات: ويعد هذا المبدأ من المبادئ المهمة في إعداد المداخل إذ يتوجب على المفهرسين اختيار الاسم أو المصطلح الثابت وعدم اختيار العديد من الأسماء أو المصطلحات التي تبعثر أو تشتت المداخل في الملفات الإستنادية وبالتالي في فهارس المكتبات، فعلى سبيل المثال إذا تم اختيار اسم (المتنبي، أحمد بن الحسين) فأن بقية المداخل يجب أن تشبه هذا المدخل بصورة موحدة وثابتة.
2.    مبدأ الاستعمال الشائع: إذ يجب اختيار الاسم أو المصطلح الأكثر استعمالاً وشيوعاً بين المستفيدين، مثل اعتماد لقب (المتنبي) في بداية الاسم بدلاً من (أبو الطيب) كونه الأكثر شهرة أو تداولاً بين المستفيدين.
3.    مبدأ اللغة الواحدة: وهذا المبدأ ينص على استعمال لغة واحدة في إعداد المداخل وهناك العديد من الوسائل التي يمكن اعتمادها في هذا التوحيد ومنها النقحرة، إلا إن المكتبات العربية اعتادت على الفصل بين الفهارس العربية والفهارس الأجنبية.
وعند اختيار صيغة معينة من الصيغ ينبغي ألا تهمل بقية الصيغ الأخرى كما ذكرنا ذلك سلفاً وانما يتوجب علينا أن نعمل الاحالات من الصيغ الغير مستخدمة الى الصيغة التي تم اختيارها من قبل المفهرسين وفق مبادئ اختيار المداخل الاستنادية، ويتم جمع البيانات الاستنادية وتنظيمها وفق معايير وقواعد عالمية لسنا في صدد ذكرها في هذا المقال ذلك كوننا قد تطرقنا لهذه المعايير والقواعد في مقال سابق (عن معيار مارك 21 للبيانات الاستنادية) ، وعند اعداد التسجيلة الاستنادية لاسم مؤلف معين من المؤلفين نكون قد اعددنا ملخص كامل عن ذلك المؤلف، الى جانب اختيارنا للصيغة التي ستستعمل في مداخل الفهارس فيما بعد، كما هو مبين في التسجيلة الاستنادية الآتية:
046 ## f$ 1923 g$1996 s$ تاريخ بداية النشاط t$ 1970
100 #1 a# الوردي، علي، a$ 1913-1996 ميلادي
370 ## a$ الولادة: بغداد (الكاظمية) b$ الوفاة: بغداد a$ الإقامة: بغداد
372 ## a$ اللغة العربية
373 ## جامعة بغداد، كلية الآداب، قسم الاجتماع
374 ## a$ علماء الاجتماع
375 ## a$ ذكر
377 ## l$ العربية
378 ## q$ علي حسين هاشم الورد
400 #1 a$ الوردي، علي حسين، a$ 1913-1996 ميلادي
400 #0 a$ علي حسين هاشم، a$ 1913-1996 ميلادي
400 #0 a$ علي حسين الوردي، a$ 1913-1996 ميلادي
400 #0 a# علي الوردي، a$ 1913-1996 ميلادي
670 ## a$ من وحي الثمانين
678 ## a$ أستاذ متمرس في علم الاجتماع في جامعة بغداد كلية الآداب حاصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من الجامعة الامريكية في بيروت عام 1943 والماجستير من جامعة تكساس عام 1948 والدكتوراه من جامعة تكساس عام 1950.
المصادر.
[1] أحمد الشامي وسيد حسب الله، الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات والحاسبات//encyclopedia of library، information and computer terms، القاهرة: المكتبة الاكاديمية، 2001.
[2] خالد عبد الصرايرة، الكافي في مفاهيم علوم المكتبات والمعلومات//AL-kafi in library science and information concepts، عمان: دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع، 2010.
[3] هاني محمد، الفهرسة الموضوعية وقوائم رؤوس الموضوعات، الفجالة: دار العلم والأيمان للنشر والتوزيع، 2014.
[4] غادة عبد المنعم موسى، التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات بالمكتبات ومرافق المعلومات: دراسة في رؤوس الموضوعات وقوائمها، الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 2012.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات