صياغة الفرضيات في البحث العلمي

تعد الفرضيات عنصراً أساسياً في البحث العلمي ولها أهمية كبيرة خاصة في البحوث الميدانية فضلا عن أهميتها في البحوث التاريخية أو الوثائقية، والفرضية هي تصور أو تخمين يوضع كحل أولي لمشكلة البحث، إذ يقوم الباحث بتفسير المشكلة المدروسة وتقديم حل مبدئي لها، ليتم التحقق منها فيما بعد بالوسائل والأساليب المناسبة، كثيراً ما يواجه الباحثون صعوبة في صياغة الفرضيات حيث يتم صياغتها على شكل جملة من دون مراعاة مكوناتها أو طريقة صياغتها ومعقوليتها من حيث الشمول والتناسب مع أبعاد وطبيعة
المشكلة المدروسة، فهناك عدداً من النقاط التي يجب مراعاتها عند صياغة الفرضية أو الفرضيات وهي كالآتي:[1]

• تناسب أو تناسق الفرضية مع المشكلة المدروسة، أي ألا تكون أوسع من مشكلة البحث أو أضيق منها.
• وجود المتغيران (التابع والمستقل) في الفرضية وبشكل واضح.
• دقة الصياغة اللغوية ووضوحها.
• الموضوعية في صياغة الفرضيات.
• البساطة في صياغة الفرضية والابتعاد عن التعقيد.
• امكانية التحقق منها بالوسائل والاساليب المناسبة.
• يجب أن ترتبط الفرضية مع مشكلة وأهداف البحث ارتباطاً وثيقاً.

مكونات الفرضية:

كثيراً من الباحثين لا يعرف عن الفرضية سوى المعنى النظري (تخمين أو استنتاج ذكي يتوصل اليه الباحث ويتمسك به بشكل مؤقت) أما عند صياغتها في البحث تبرز المشكلة الحقيقية على الصعيد العملي في الصياغة إذ يتم صياغتها على شكل جملة من غير أن يبرز فيها المتغيران (التابع والمستقل) وبالتالي سوف يكون وجودها سلبياً لا ايجابياً في الدراسة أو البحث.

تتكون الفرضية من متغيران هما المتغير التابع والمتغير المستقل، ويرتبط المتغيران بعلاقة السببية أي أن أحدهما ينتج بسبب الآخر أو يتأثر في الآخر، إذ أن المتغير المستقل هو الذي يؤثر في المتغير التابع، أما المتغير التابع هو الذي يتأثر بالمتغير المستقل أو ينتج عنه، وعند صياغة الفرضية يجب أن يبرز المتغيران بصورة واضحة في الفرضية، مثال ذلك:

إذا كان لدينا العنوان الآتي:

قدم المناهج التدريسية في قسم المعلومات والمكتبات وتأثيرها على المستوى العلمي للطلاب

الخطوة الاولى هي صياغة مشكلة الدراسة أو البحث للعنوان أعلاه وكالآتي:

-         ما مدى تأثير قدم المناهج التدريسية على المستوى العلمي لطلاب قسم المعلومات والمكتبات؟

الخطوة الثانية هي وضع الأهداف وكالآتي:

-         تسعى الدراسة الى معرفة مدى تأثير قدم المناهج التدريسية على المستوى العلمي للطلاب في قسم المعلومات والمكتبات.

الخطوة الثالثة هي صياغة الفرضية والتي ستكون في الشكل الآتي:

-         قدم المناهج التدريسية يؤثر على المستوى العلمي للطلاب في قسم المعلومات والمكتبات.

في الفرضية أعلاه يتضح لدينا المتغيران التابع والمستقل إذ أن قدم المناهج التدريسية هو المتغير المستقل لأنه يؤثر على المتغير التابع وهو المستوى العلمي للطلاب في قسم المعلومات والمكتبات، وكالشكل الاتي:

لنأخذ المثال اعلاه لكن بصورة معكوسة:

حداثة المناهج التدريسية تساعد على رفع المستوى العلمي للطلاب في قسم المعلومات والمكتبات.

إذ ان حداثة المناهج التدريسية هو المتغير المستقل أما رفع المستوى العلمي أو المستوى العلمي هو المتغير التابع، ومن الملاحظ أن كلمة يساعد على هي التي تحدد او تفصل بين المتغيرين حيث يتجلى في هذه الصياغة النتيجة أو الحل المتوقع للمشكلة موضع الدراسة والذي تم وضعه من قبل الباحث.

ولا يشترط في الفرضية أن تتضمن الإيجاب في صياغتها وهي ما تسمى بـ(الفرضية المباشرة او الفرض المباشر) كما في الأمثلة الانفة الذكر، إذ يمكن للفرضية أن تحمل أو تتضمن السلب في صياغتها وهي التي تسمى بـ(الفرضية الصفرية أو الفرض الصفر)، فالمثال السابق إذا تضمن معنى السلب أو النفي سيكون في الشكل الآتي:

قدم المناهج التدريسية لا يؤثر على المستوى العلمي للطلاب في قسم المعلومات والمكتبات

وكذلك لا يشترط في المتغير المستقل أن يأتي في بداية الفرضية إذ يمكن أن يكون في نهايتها كالصيغة الآتية:

المستوى العلمي للطلاب في قسم المعلومات والمكتبات لا يتأثر بقدم المناهج التدريسية

أن المثال السابق يتضمن معنى السلب أو النفي وكذلك في حالة معكوسة دون أن يؤثر ذلك على الفرضية.

---

[1] عامر إبراهيم قنديلجي. البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية والالكترونية.