الميتافيرس أو العالم الماورائي (Metaverse)

 الميتافيرس أو العالم الماورائي (Metaverse(

أحمد عيدان محمد

شاع في الأيام القليلة الماضية تداول خبر تغيير تسمية شركة فيسبوك الى (Metaverse) بعد أن أعلن رئيس الشركة مارك زوكربرك بنفسه هذه التسمية، ولا يهمنا هنا موضوع تغيير تسمية هذه الشركة انما المهم هو موضوع الميتافيرس (Metaverse) هذه الكلمة هي اختصار لـ (Metauniverse) والتي يقصد بها العالم الماورائي.

والميتافيرس ليس بالموضوع الجديد نسبيا فهو طور جديد من أطوار الواقع الافتراضي الذي نعيشه منذ مدة ليست بالقليلة، فكل التفاعلات والتعاملات التي نقوم بها يوميا على منصات التواصل الاجتماعي ماهي إلا عالم افتراضي لكن بشكل أكثر محدودية من الميتافيرس، فهذه التعاملات أو التفاعلات تكون أحادية الأبعاد فجُل مافي الأمر أننا نرى الفيديوهات أو الصور والنصوص ونعلق عليها أو نجيب على الاسئلة التي يطرحها الآخرين أو نقوم بالتواصل فيديوياً فيما بيننا وبين الآخرون، لكن هذه المرة سيكون الأمر مختلف وسيتم التحرر من قيود المكان وربما الزمان، في عالم هجين يجمع بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي وذلك من خلال انشاء نسخة افتراضية لعالمنا الواقعي وسيصبح بالإمكان الذهاب الى أي مكان من خلال ارتداء قفازات ونظارات معدة لهذا الغرض بالاضافة الى التطبيقات اللازمة لهذه التقنية، وستوفر هذه التقنية الكثير من الوقت والتكاليف لمستخدميها على صعيد الأفراد والمؤسسات على المدى الطويل نسبياً، لانها في بداية الأمر ستتسم بإرتفاع تكاليف شراء القفازات والنظارات وما سيصاحبها من مسلتزمات اخرى، لكن التكاليف ستنخفض تدريجيا وستتحول هذه التكنولوجيا الى ضرورة من ضرورات الحياة التي لاغنى عنها، وسيتنقل استخدامها لاحقا في مناحي مختلفة للحياة كما سنذكر في السطور القادمة.

لماذا الميتافيرس؟

ان الأساس الذي تكتشف أو تخترع الاشياء على اختلافها لايكون من أجل الترفيه في جوهره حتى وإن كانت تبدو كذلك فهي بالأساس لأغراض تجارية من قريب أو بعيد، ولنأتي على منصة من المنصات المشهورة للتواصل الاجتماعي على سبيل المثال الفيسبوك أو اليوتيوب إذ بامكانك أن تنشيء حساباً مجاني وتبدأ بالتواصل مع الآخرين من غير أن تترتب عليك أي رسوم أو ضرائب جراء هذا الاستخدام بل سيدفع أصحاب هذه المنصات الرسوم أو الضرائب بالنيابة عنك ناهيك عن أجور آلاف العاملين والأجهزة والمعدات المختلفة التي تتطلبها هذه المنصات (تصور تكاليف سيرفر لاحدى المنصات يكون بحجم مبنى ضخم مكون من عدة طوابق!!!) ، لكن ماذا سيستفيدون من هذا كله؟ تعتمد هذه المنصات في وارداتها على الإعلانات بالدرجة الأساس ناهيك عن تصنيع البرامج والأنظمة والأجهزة التي يباع منها الملايين سنوياً بمختلف أرجاء العالم.

ولا يستثنى من هذا الموضوع الذي نحن بصدده في هذه السطور فتقنية الميتافيرس ستوفر بيئة جيدة للإعلانات المختلفة والبيع والشراء الرقمي بالاضافة الى ما تتطلبه من معدات ومستلزمات قد يقوم اصحاب هذه المنصات بتصنيعها أويكونون مستثمرين فيها فقد خصصت الكثير من الشركات مبالغ مالية ضخمة للاستثمار في مجال تقية الميتافيرس كشركة فيسبوك (سابقاً) وشركة مايكروسوفت وشركة امازون وشركة نيفيديا والعديد من الشركات الأخرى المصنعة للالعاب والبرمجيات المختلفة.

مجالات استثمار تقنية الميتافيرس.

بالإمكان استثمار تقنية الميتافيرس في مجالات عدة أهما ما يأتي:

1.    التعليم: ستشكل هذه التقنية عامل مهم في التعليم في قابل الأيام فالمنصات التي يتم العمل عليها اليوم في القاء المحاضرات والدروس قد تم استثمارها بالشكل الأمثل خاصة في ضل جائة كورونا التي أجبرت المؤسسات التعليمية على اللجوء الى التعليم الألكتروني ولا يخفى على أحد الركاكة التي اتصف بها هذا من النوع التعليم وهو في ابهى صوره، لكن هذه التقنية ستعد أحد العوامل الرئيسية في انجاح العملية التعليمية حتى وإن تم تجاوز هذه الجائحة ان شاء الله، فبدل أن يكتفي استاذ الفيزياء بسرد الدروس عن موظوع الثقوب السوداء نظرياً ستتيح تقنية الميتافيرس نقل الطلاب الى هذا الثقب الأسود ومشاهدة هذه الظاهرة الكونية عن قرب، وكذلك الحال بالنسبة لاستاذ الأحياء الذي سيسبر مع طلبته جسم الإنسان ويمخر عبابه إذا ما اعتلى صهوة الميتافيرس، أما فيما يخص استاذ التأريخ فربما سيذهب مع تلاميذه لمشاهدة وقائع معركة أدرنة والوقف على جثة الامبراطور  فالنز وهو في أنفاسه الاخيرة.

2.    ادارة الاعمال: ستتيح هذه التقنية امكانية ادارة الأعمال بشكل أكثر سهولة من دون الحاجة الى القيام بالكثير من الأعمال الروتينية كالذهاب والاياب إذ سيكون بالامكان عقد الاجتماعات الخاصة بمجلس شركة من الشركات بشكل افتراضي اقرب الى الواقعية من التقنيات الحالية ناهيك عن عمليات التسويق والبيع والشراء أنفة الذكر.

3.    الميتافيرس في المكتبات ومراكز المعلومات: يفترض على المكتبات أن تكون من أوائل المؤسسات التي تهتم بتطبيق تكنولوجيا المعلومات باحدث صورها إذ سيكون بالامكان الدخول الى المكتبة وتصفح ما فيها من مصادر دون الحاجة الى الذهاب اليها وسيكون بالامكان الالتقاء بأمين المكتبة وطرح الاسئلة عليه ومناقشة رواد المكتبة بموضوع معين من الموضوعات.

بعد أعوام من الآن سيشكل موضوع الميتا فيرس وجبة دسمة لبحوث الماجستير والدكتوراه خصوصا للباحثين في مجال المعلومات كون هذه التقنية تعد وسيلة مهمة في ايصال المعلومات وهذا هو شأنهم دون الآخرين.

Source.

1.    https://cyberone.co/ ما هو الميتافيرس وهل سوف يخلق عالم افتراضي جديد. (visited10/11/2021)

2.    https://www.youtube.com/watch?v=mWRUuhB3rkk&t=183sطموحات خطيرة... ما سر تغيير "مارك زوكربيرج" اسم فيسبوك وما علاقة ذلك بالميتافيرس؟ (visited10/11/2021)

3.    https://al-ain.com  "ميتافيرس".. عالم ثالث بين "الواقعي والرقمي" (visited10/11/2021)

4.    https://www.independentarabia.com "ميتافيرس"... سوق تكنولوجية بمستقبل واعد (visited10/11/2021)