مدونة أحمد الشمري مدونة أحمد الشمري مدونة أحمد الشمري مدونة أحمد الشمري

بحث في هذه المدونة

الجمعة، 14 مايو 2021

شبكة الانترنت الحرية، القيود، البدائل

الحرية.

بعد ظهور شبكة الانترنت وبعد اتساع رقعة استعمالها على مدار العالم أصبح للجميع الحرية في التعبير عن الرأي بمختلف الأمور والقضايا السياسية والاجتماعية متى ماشاء وكيفما شاء، وهذه الحرية في التعبير عن الرأي قد تكون مفقودة في العالم الواقعي بشكل كامل، وهنالك الكثير من الأمثلة لدول لا يتمتع سكانها بحرية التعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم السياسية لذلك فإن الأنترنت هو الفسحة الأساسية التي يمكن للجميع أن يعبر ويبرر عن آراءئه وأفكاره ومعتقداته الدينية والسياسية والاجتماعية والى غير ذلك من القضايا المتنوعة، وقد تم استثمار الانترنت في العديد من المناسبات كأداة اسايسة للقيام بالثوراة ضد الأنظمة السياسية القائمة وحققت نجاحاً واسعاً في تغيير العديد من هذه الأنظمة والامثلة كثيرة على ذلك، لذلك فقد عمدت بعض الأنظمة السياسية الى منع خدمة الانترنت في بلدانها أو أتاحتها بشكل محدود لتلافي حدوث الثوراة أو لمنع المعتقدات والمؤثرات الخارجية التي يكون لها أثر على أحداث التغييرات السياسية والإجتماعية المختلفة داخل حدود هذه الدولة أو تلك، لذلك يمكن القول بأن الانترنت عالم افتراضي يتمتع بالديموقراطية اكثر بكثير من العالم الواقعي. 

القيود. 

لكن الى أي حد يمكن أن تكون الانترنت عالم للديمقراطية بصورتها المثالية؟

الحقيقة هو أنه لايوجد شيء مطلق.

فاللأنترنت قوانين وقيود وعوامل تتأثر بها وهي بذلك تشبه الى حد ما عالمنا الواقعي، فلا يمكنك نشر كل ما تريد على أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي لأسباب عديدة منها ما يتعلق بسياسات الموقع وحقوق الملكية الفكرية ناهيك عن الابلاغات التي يتم تقديمها من قبل المشتركين الآخرين في حالة المساس بمعتقداتهم الفكرية المختلفة، فنحن بذلك محددين بمجموعة من السياسات والقوانين الخاصة بالموقع، وهناك قيود من نوع آخر قد تضعها الدولة (حتى تلك الدول التي تدعي بأنها تتبنى الديموقراطية باكمل صورها كما يٌشّع الى ذلك)، فهناك نوع التوجيهات والقيود أو السلطة التي تمارسها الدولة على المواقع التي تعمل بداخلها منها دعم التوجهات الحكومية ومنع الكثير من التوجهات التي تمس الأمن القومي، وحجب بعض المواقع التي من شأنها كشف الكثير من الحقائق عن النظام السياسي أو الاجتماعي الذي تمارسه السطلة مع مواطنيها كما هو الحال في جمهورية الصين الشعبية إذ تقوم بحجب مواقع عديدة ومنها موقع الفيس بوك، لاعتقادها بأن لهذه المواقع تأثير على أمنها القومي ولذلك فقد تلجأ الى إنشاء مواقع أو السماح بإنشاء مواقع تتاح داخل الحدود الجغرافية للدولة فقط كمنصات مشابهة لتلك المنصات التي تم حجبها للتأكد من فرض السيطرة الكاملة على مواطنيها مع أمكانية الوصول الى أي شخص يبث معلومات من  شأنها أن تحدث تغييرات لها الأثر السلبي على الوضع السياسي القائم، ولا يقتصر الأمر على الدول ذات الأنظمة الصارمة وانما حتى تلك الدول التي تدعي بتطبيقها للديموقراطية كالولايات المتحدة الأمريكية إذ أن جميع المواقع التي تعمل داخل الولايات المتحدة الأمريكية تكون خاضعة لتوجيهات السلطة كموقع الفيسبوك وتويتر ويوتيوب وكوكل وغيرها من المواقع الأخرى التي لا حصر لها، ومن الأمثلة الواضحة التي تؤكد ذلك هو ما حديث مع الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) فقد تم حذف حساباته من موقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب بحجة تأثيره على الأمن القومي والديموقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تغريداته التي ينتقد فيها منافسه الديموقراطي (جوزيف روبينيت بايدن) إذ تم غلق حساباته بتوجيه من قبل الحكومة الامريكية الجديدة.

البدائل.

ولذلك لابد من وجود بدائل دائما عندما يتعلق الأمر بفرض القيود وتحديد مساحة الحرية لكل إنسان وخاصة الآن في معرض حديثنا عن شبكة الانترنت، فيمكن لأي شخص الأتجاه الى أي موقع آخر يتيح له مساحة اكبر من الحرية بقصد التعبير عن رأيه بكل صراحة، أو يقوم بإنشاء منصته الخاصة التي لاتخضع الى أي رقابة أو قيود من قبل الحكومة.

 وهذا مقام به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إذ أعلن عن اطلاق موقع خاص به كمنصة للتواصل مع اتباعه ( https://www.donaldjtrump.com) وكان شعار هذا الموقع أو المنصة هو (انقذو اميركا، Save America) بعد أن تم اغلاق جميع حساباته على تويتر وفيسبوك ويوتيوب، وتشمل هذه المنصة العديد من المنشورات والآراء لدونالد ترامب عن فترة حكومته بالإضافة الى إمكانية التواصل مع مكتبه الخاص. 

وبعد أن تم انشاء هذه المنصة أصبح بالإمكان مشاركة كل ماينشر فيها على مواقع التواصل الاجتماعي التي أغلقت جميع حسابات دونالد ترامب! 

وبعد أن أوضحنا فيما سلف الحرية والقيود والبدائل في عالم الأنترنت تنبهنا الى سؤال خارج نطاق منظومة الأنترنت بكل حرياتها وقويدها وقوانينها. 

إذ كانت الانترنت عبارة عن ملايين من الأجهزة المرتبطة مع بعضا البعض ضمن نطاق محدد من الحريات والقيود والقوانين والبدائل، فهل يمكن أن يتم انشاء شبكة انترنت أخرى كبديل لهذه الشبكة من أجل اتاحة حرية أكبر فيها من الانترنت الحالية، أو لأي مآرب أخرى؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات